واقع ريادة الأعمال في المغرب

 تشهد ريادة الأعمال في المغرب نموًا ملحوظًا إذ تعتبر ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وخلق فرص العمل، خاصة بين الشباب الطموح الساعي لابتكار حلول جديدة وإطلاق مشاريع مبتكرة. ولقد أضحى تعزيز دعم رواد الأعمال وإيجاد مصادر تمويل فعالة من أهم الأولويات على المستوى الوطني.


يعد المغرب من الدول الواعدة في مجال ريادة الأعمال، حيث احتل المركز الـ41 عالمياً والسادس عربياً في مؤشر "ريادة الأعمال 2022" الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال . يعكس هذا الترتيب الجهود المبذولة من المملكة في تحسين البنية التحتية ودعم رواد الأعمال من خلال سياسات وبرامج حكومية فعّالة.

يمثل التمويل أحد العوائق الرئيسية أمام رواد الأعمال، ولكن تعمل المملكة جاهدة على توفير حلول متنوعة. تشمل هذه الحلول قروض بنكية بفوائد مخفضة، استثمار في رأس المال، والتعاون مع ممولي الأعمال والمستثمرين الملائكة، بالإضافة إلى الوصول إلى تمويلات صندوق الضمان المركزي 

برنامج "انطلاق" مثال حي على هذه الجهود، حيث يمنح القروض بضمان يصل إلى 80% من قيمة القرض، مما يسهم في تخفيف عائق الضمانات الشخصية التي يواجهها المقاولون. كما يوفر البرنامج قروضًا تصل إلى 120 مليون سنتيم مغربية، وهو مبلغ مهم لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة


لا يقف الدعم عند حدود التمويل فقط، بل يمتد ليشمل المواكبة الفنية والإدارية. تقدم هذه المبادرات المتنوعة المشورة لرواد الأعمال حول طرق إدارة الأموال وإعداد الميزانيات التوقعية، مما يعزز من قدرة المشاريع على السداد والاستمرارية . كما توفر اللجان الجهوية المساعدة على تسهيل ولوج المقاولات المستفيدة إلى الطلبات العمومية والأسواق المحلية 


يلعب نهج المغرب في دعم ريادة الأعمال دورًا محوريًا في بناء اقتصاد أكثر ديناميكية واستجابة لاحتياجات السوق، مما يتيح لجيل جديد من المبتكرين فرصًا لإحداث تغيير حقيقي على الصعيدين المحلي والدولي. إن تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص في توفير التمويل والمواكبة يعزز من مكانة المغرب كمركز ريادي جذاب في المنطقة.  

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.